مريلة صفراء باهتة قصيرة بداخلها يتوارى جسدي النحيل ، على كتفى مخلة كانت سببا في قصر المريلة .
لو كنت اعلم كم الألقاب التي أحملها في ذلك الحين لخلعت شجرة الانكسار المتغلغلة في داخلى ، فأنا الأكثر قصرا ونحالة وسنا .
تركتنى أمى على باب المدرسة ، للمرة الأولى أترك ذيل ردائها من يدى ، للمرة الأولى يفارقنى لقبها فهم الآن ينادوننى حسب ما هو مكتوب فى شهادة ميلادى ، لقب لا أستطيع أن أحدد ملامحه أو أن أجرى نحوه لأضع سبابتى وسط راحة يده .
الأرض تستهوينى بشدة فأنا لم أعتد سوى جلستها كما أنني أجد صعوبة كي أصعد لهذا المقعد الخشبى .
قلمى الرصاص ..... كراستى ...... يدى...... خطى ...... كلمات المدرسة:
خطك حلو يا مأروط .
من فرط سرورى أضغط على القلم ، ينكسر السن ، أخرج شفرة الحلاقة ، أبدأ في بريه ...... أصرخ يتساقط الدم من إصبعى ومن يومها وقلمى يصر على ذبحى كلما طاوعته وكتب .
2
سرعان ما عاد إلى لقبى الذي ودعته على باب المدرسة وانتشر بسرعة غريبة على لسان المدرسين أيضا ...... ابن الشغالة .
آه يا أبى حتى لقبك سرعان ما مات مثلك . كانت مدرسة الحساب أول من اغتالته فهي بنت العمدة ، لم أكن على استعداد لأتقبل منها بالذات أول مسألة درستها لنا:
1+1 = كام
فيرد الجميع :
اتنين يا أبله.
أقول في سرى واحد زائد واحد يساوى واحد .
كل مسائل الحساب سهلة إلا هذه المسألة . صفعتني بنت العمدة لأن قلمى لم يستطع أن يكتب في كراسة الواجب سوى
1+1 = 1
ألم أقل لكم أنه يصر على ذبحى .
3
يا علامة الاستفهام آه لو تعلمين كم افضالك عليَّ, كم صفعة تجنبتها بفضلك , كنت اكتب هكذا في كراسة الواجب 1+1= ؟
وبعد إن تراها بنت العمدة أضيف نقطة تحت علامة الاستفهام ؟
إلى متى سأظل اخدعها يا أمى , إلى متى ستظلين تعملين طوال أيام الأسبوع يومين عند العمدة ويوم عند شيخ البلد إما الأربعة الآخر ففى بيوت متفرقة.
يومان مقدسان هما يومي العمدة لا تستطعين إن تغيريهما أبدا آه لو تستطيعى ألا تذهبى هناك وقتها سأستطيع حل جميع أسئلة الحساب دون مشاكل فانت تأخذين جنيهأ واحدأ نظير عملك في اليوم الواحد عند كل من تعملين عندة أما العمدة فأنة يعطيك جنيهأ واحدأ بالرغم من أنكىتعملين عنده
يوم +يوم
هشام مطاوع