يخير الباحثون الأميركيون من جامعتي ستانفورد وبوسطن المدخنين بين السجائر وآلام المفاصل والشلل الناجم عن نزف الدماغ. فهناك كما يبدو علاقة واضحة بين التدخين والتهاب المفاصل والسكتة الدماغية.
ويقول أطباء جامعة ستانفورد إن روماتيزم المفاصل يصيب المدخنين أكثر مما يصيب غير المدخنين، لكن العجيب في الأمر هو أن هذا الأمر لا ينطبق على المدخنات وإنما على المدخنين فقط. وتوصلوا إلى هذه النتيجة بعد دراسة شملت 2600 متطوع وعملوا خلالها على مقارنة "تاريخهم النيكوتيني" بنسبة تعرضهم لعوامل الإصابة بالتهاب المفاصل. والمعني بعوامل الروماتيزم هي الأجسام المضادة التي تحفز نظام المناعة ضد جسم الإنسان.
وثبت للباحثين أن عوامل الروماتيزم في دماء المدخنين هي أعلى بشكل ظاهر منها في دماء غير المدخنين. لكن هذه النسبة لم تفرق بين النساء المدخنات وغير المدخنات. وفسر الباحثون هذه الظاهرة باحتمال أن تقوم الهورمونات النسائية بقطع سلسلة عملية تكون عناصر الروماتيزم في الجسم.
من ناحيتهم يقول الباحثون الأميركيون من بوسطن إن دراسة طويلة الأمد شملت 22 ألف طبيب في الولايات المتحدة تثبت أن تدخين علبة سجائر في اليوم تضاعف مخاطر تعرض الإنسان لخطر النزف الدماغي.
وحسب مصادر طبيب الأمراض العصبية المتخصص كلاوس بيرغر من معهد "الأوبئة والطب الاجتماعي" في جامعة مونستر فإن مقارنة عادات التدخين بالعلاقة مع أمراض الدماغ كشفت عن العلاقة بين النيكوتين والنزف الدماغي في الحال.
ولخص بيرغر نتائج الدراسة بالقول إن التدخين يلعب دورا مهما في حدوث النزيف الدماغي الذي يشكل نسبة 15 ـ 20% من حالات السكتة الدماغية. وتشير الدراسة إلى أن الأطباء الذين كانوا يدخنون علبة سجائر واحدة في اليوم ارتفعت لديهم مخاطر النزف الدماغي بنسبة 60%. أما الأطباء الذين كانوا يدخنون أكثر من علبة سجائر في اليوم فقد تعرضوا لمخاطر نزف بالدماغ بنسبة 210%.
ومن جانب آخر، أظهر بحث طبي جديد أن النساء المدخنات يعانين، بسبب التدخين، من مشاكل في التنفس والجهاز التنفسي أكثر من الرجال.
وتبيّن من البحث، الذي شمل نحو ستين ألفا من الرجال والنساء، أن ظواهر صعوبة التنفس، مثل السعال والحشرجة وقصور النفس أثناء الشهيق والزفير، كانت أعلى عند النساء المدخنات مقارنة بالمدخنين.
يشار إلى أن المدخنين، رجالا ونساء، يعانون من مشاكل التنفس بمعدل يقترب من الضعف قياسا بغير المدخنين، وكلما طالت فترة التدخين كلما كبرت فرص التعرض لهذه الظواهر.
وتستنتج الدراسة، التي قادها فريق بحث علمي من معهد الصحة العامة في النرويج، أن النساء أكثر عرضة لمضار التدخين وعوارضه الظاهرية مقارنة بالرجال.
وتشير الدراسة إلى أن النساء يُستدرجن إلى السجائر بنفس درجة ضغط العادة الادمانية التي يتعرض لها الرجال، وإذا ما أخذ تباين الحجم بين الاثنين، فهذا يعني أن درجة تركيز مكونات ونواتج السيجارة في المجاري الهوائية عند المرأة ستكون أكبر وأكثر خطورة.
وأظهر البحث أيضا أن معدلات الإصابة بالربو عند المدخنات كانت أكبر من الرجال، وكلما زاد عدد السجائر التي تدخنها المرأة ازداد تعرضها لمرض الربو.
كما ظهر أن نسبة الربو تبلغ نحو من عشرة في المائة عند المدخنات اللاتي يستهلكن أكثر من عشرين سيجارة يوميا، بينما لم تظهر نفس النتائج عند الرجال.
ويتوقع الباحثون أن تكون نتائج الدراسة مؤشرا لما قد يحدث في المستقبل، إذ من المحتمل أن تكون المرأة المدخنة، وخصوصا الشابة، عرضة للإصابة بأمراض خطيرة ذات علاقة بالتدخين بسبب قلة مقاومتها قياسا بالرجل.
وتقول الباحثة بيتي وايت الاستشارية في وزارة الصحة البريطانية إن هناك دلائل متزايدة على كون النساء أكثر عرضة لمخاطر التدخين مقارنة بالرجال.
هذا ويذكر أن دراسات وبحوث سابقة كانت بينت وجود زيادة وبنسبة واضحة في الأمراض الخطيرة الناتجة من التدخين، كالتهاب القصبات الحاد وانتفاخ الرئة، عند النساء مقارنة بالرجال._(البوابة)
المصدر:
http://www.albawaba.com/health/personal.php3?action=story&sid=247647&lang=a